يقول الطالب السعودي بأمريكا: باسل السدحان (المصدر: http://www.saudiforum.us/vb/showthread.php?t=50088)
المحاضرة الأخيرة
دخلت قبل أيام على مديري في مكتبه أثناء فترة عملي الصيفي في شركة بي بي إن الأمريكية، فوجدت على مكتبه كتاب بعنوان "المحاضرة الأخيرة" "The Last Lecture" لمؤلفه راندي باوش Randy Pausch أستاذ علوم الحاسب بجامعة كارنيجي ميلون[1]. ففطن لانتباهي للكتاب وذكر لي أن حماته نصحته بقراءة الكتاب، وسألني إن كنت أعرف المؤلف، فابتسمت وقلت له أنسيت أني أدرس في نفس الجامعة التي كان يعمل بها؟ ثم أضفت أني حضرت محاضرته الأخيرة. فبدت علامات الدهشة على وجهه وقال أنه سيخبر حماته وأنها ستكون أيضا في غاية الدهشة!
فما سبب اندهاش مديري وحماته؟ وما قصة الدكتور راندي باوش والذي عدته مجلة تايم مؤخرا من ضمن أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم؟ وما قصة محاضرته وكتابه والذي ترجم لأكثر من ثلاثين لغة وحقق أعلى المبيعات؟
القصة بدأت يوم الثلاثاء 18\9\2007 م عندما بدأت الجامعة سلسلة محاضرات بعنوان رحلات Journeys يذكر فيها أساتذة الجامعة تجربتهمالشخصية ورحلتهم في النجاح، لكن محاضرة ذلك اليوم بعنوان "حقق أحلام طفولتك" كانت من نوع آخر، فأكثر من شخص امتدح المتحدث وحث على الحضور. حتى أن المشرف على بحث رسالتي للدكتوراة أرسل لطلبته رسالة قبل أكثر من أسبوع يحثهم على الحضور المبكر، وأضاف عبارة لم نفهما وقتها عندما ذكر أن محاضرته ستكون بمثابة المحاضرة الأخيرة.
وفي صباح يوم المحاضرة فهمت ماذا قصد، إذ علمت أن المتحدث تم تشخيصه بسرطان البنكرياس للمرة الثانية الشهر الماضي، بعدما تعافى من إصابته السابقة قبل فترة بسيطة، ولكن هذه المرة ذكر له الأطباء أنه لا علاج له وأنه لم يتبقَ في حياته إلا ثلاثة إلى ستة أشهر، فكانت هذه المحاضرة بمثابة المحاضرة الأخيرة له في حياته. لم يكن الأستاذ متقدما في العمر فقد كان عمره 47 عاما، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال كلهم كانوا دون الخامسة من العمر.
طبعا لم أفوت مثل هذه الفرصة لحضور مثل هذه المحاضرة بل وطلبت من زوجتي أم ماجد أن تحضر معي وفعلا حضرت. وصلنا لمبنى القاعة وكان عدد الحضور مهولا والناس مصطفين في صف طويل جدا قبل بدء المحاضرة بأكثر من نصف ساعة لدخول القاعة، حتى أننا خشينا أن تمتلأ القاعة قبل دخولنا لها، ولكننا استطعنا الدخول وجلسنا في مقعدين في آخر المدرج.
لن أستطيع استعراض كل ما ذكر الدكتور باوش في محاضرته، والتي أنصح الجميع الجميع بمشاهدتها لما من فوائد جمة حول إدارة حياة الشخص. ولكن سأذكر بعضا مما أدهشني في المحاضرة، بداية نفسية راندي باوش المذهلة، وكيف أنه بدأ المحاضرة بالإشارة إلى أنه في وضع صحي ممتاز من خلال عمل تمارين الضغط باليدين، ثم إشارته إلى أنه لا يملك اختيار القدر ولكنه يملك كيفية التعامل معه، هذا عدا إخلاصه وجهده في إعداد وإلقاء المحاضرة، والدروس التي تعلمها في حياته، وإظهاره لتقديره لزوجته، وخاتمته المؤثرة بخصوص أطفاله الثلاثة، وفوق هذا مرحه أثناء هذه الفترة الحرجة.
مما استوقفني كذلك بعض ما عكسته لي المحاضرة حول شرائح من المجتمع الأمريكي أظن أن كثيرا من الطلبة لم يكنيعتقد بوجودها عندما جاء لهذه البلاد. فمثلا الصورة التي لدى كثير من الطلبة عند مجيئه لأمريكا وحتىبعد بقائه فيه لسنوات أن الشعب الأمريكي مادي ولا يوجد لديه مشاعر الحنان أو العطف أو الاهتمام بالأسرة. وهذا السلوكيات المادية نعم موجودة، ولكن لدى شريحة من الشعب وليس كامله، فهناك من الأمريكيين من تكون الأسرة هي همه الأول، ومشاعر الصداقةلديه عالية، والبعد عن المادية والإخلاص في العمل من أجل نفع الآخرينديدنه. غالب هذه الملاحظات تجلت وتأكدت لي من خلال الكلمات التي ألقاها معارف الدكتور باوش قبل وبعد المحاضرة، ومن خلال المحاضرة نفسها.
بعد إلقاء المحاضرة طارت الركبان بها، فالدكتور باوش استضيف من قبل مقدمي برامج مشهورين مثل أوبرا، وديان سوير. حتى أن مدير الجامعة في محاضرة لاحقة له في الفصل الثاني ذكر أنه خلال زيارته للهند سألوه من قابلوه عن هذه المحاضرة وعن صحة باوش. وحسب التقديرات فإن عدد من شاهد المحاضرة في أنحاء العالم عبر الإنترنت هو عشرة ملايين![2]
الدكتور راندي باوش عاش أكثر من 6 أشهر بعد تشخيصه بالسرطان، واستضافته جامعته في حفل الخريجيين قبل شهرين مع نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور لإلقاء كلمة للخريجين. كانت كلمة قصيرة ولكنها مليئة بالعبر، كان مما قال أن المرء ليس بعدد السنين التي يحياها إنما بما يعمل... أن الشخص عند وفاته لن يندم على ما قام به ولكن على ما لم يقم به... على كل واحد فينا أن يبحث عن أمر يهواه مهما طالت مدة البحث بدلا من انتظار الأجل... وأوضح أنك لن تجد ما تهواه بامتلاك الأمور المادية أو المال إذ سيكون هناك دائما من يمتلك أكثر منك... وأضاف أن ما يمد هواك بالوقود يجب أن يأتي من داخلك... وأكد على أهمية ارتباط هواك بالناس وبعلاقاتك معهم... وختم كيف أن زوجته كان هواه في حياته...
هذه هي قصة المحاضرة الأخيرة...
عودة لمكتب مديري...
دخل علينا موظف آخر يعمل معنا في المشروع ولاحظ حديثنا عن كتاب راندي باوش، فعرفه وذكر أنهما كانا يلعبان كرة السلة معا عندما كانا طلبة في الجامعة وذكره بخير. ثم أضاف أن أعز أصدقائه أصيب أيضا بسرطان البنكرياس وتوفي قبل سنوات بسيطة. الملفت في الأمر أن هذا الموظف يلبس في يده سوار مطاطي أصفر اعتاد على لبسه عدد من الأمريكيين للتوعية بأمراض السرطان ولإبداء تعاطفهم مع المصابين، ورغم أن هذه العادة خفت بشكل كبير في أمريكا، إلا أن صاحبنا ما زال يلبس هذا السوار المطاطي في يده اليمنى وفاء لصديقه الذي مات.
بعد هذه الحادثة في مكتب مديري بأيام وصلني عبر البريد الإلكتروني رسالة أرسلها مدير جامعة كارنيجي ميلون لمنسوبيها صباح يوم الجمعة 25\7\2008 م ينعي فيها الدكتور راندي باوش ويذكر إنجازاته وأثره على الجامعة قبل وبعد مرضه.
تسائلت عندها كم من معارفه سيلبس سوار مطاطيا وفاء له؟
[1] للكتاب مؤلف مشارك وهو جيفري زاسلو من مجلة الوول ستريت.
[2] http://www.youtube.com/watch?v=ji5_MqicxSo
أما حنان الهاجري فكتبت في القبس تقول: (المصدر: http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=417878)
راندي باوش... وداعا
عرفت على راندي باوش قبل أشهر وذلك بعد أن نصحتني استاذة لي في الجامعة في نيويورك بالاطلاع على محاضرته الأخيرة عبر الانترنت. كانت تريد من تلك النصيحة أن تساعدني على رؤية الصورة الأكبر للحياة وذلك عندما تضيق علينا فسحة الأمل بين حين واخر كمغتربين معتقين خارج حدود الوطن. أخذت بنصيحتها وكرست أكثر من خمس واربعين دقيقة من وقتي الذي كنت أضن به على كل الأنشطة التي لا تقع ضمن خريطة البحث الدراسي لمشاهدة تلك المحاضرة التي ألقاها باوش في احدى قاعات جامعة كارنيغي ميلون في شهر سبتمبر الماضي. مرت الدقائق وأنا مشدودة لكل كلمة ولكل حركة تصدر عن أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كارنيغي ميلون راندي باوش الذي أعلن للجميع في محاضرته تلك أنه مصاب بمرض السرطان ولم يتبق له كثير من الوقت في دنيانا. كان راندي أول مصاب بمرض السرطان أراه بتلك المعنويات العالية، فقد كان يروي قصصا وحكايات عن حياته وذلك ضمن اطار واحد هو أحلام طفولته. تحدث الاستاذ عن تلك الأحلام وكيف تمكن من تحقيق الجزء الأعظم منها خلال رحلته القصيرة في الحياة التي لم تتجاوز سبعة وأربعين عاما فألهم ملايين البشر في شتى أنحاء العالم. أصبحت محاضرته تلك الأكثر مشاهدة عبر موقع يوتوب، وتسابقت وسائل الاعلام من أجل الحصول على مقابلة معه ولكن كانت المقابلتان التي أجرتهما معه دايان سوير هما الأكثر انسانية لأنهما حدثتا في فترة لم تتعد الأشهر، ولكن كان التغير الذي طرأ على راندي كبيرا وان بدا من هيئته الخارجية كأي انسان معافى رغم تآكله من الداخل. تحدث راندي مع سوير عن رسالة تلقاها من شخص كان على وشك ان يزهق روحه انتحارا، ولكنه قرر الا يفعل بعد أن شاهد محاضرة راندي وشعر بالخجل إزاء قراره هذا، بينما راندي يصارع الموت من أجل أن يحظى بدقيقة أخرى مع أسرته. بعد مشاهدة تلك المحاضرة قرأت عن نشرها عبر كتاب وصل في الاسبوع الأول لصدوره في أبريل الماضي الى صدارة المبيعات في الولايات المتحدة. بعد ايام من صدور الكتاب كنت في إحدى دور الكتب التجارية في منهاتن أحاول أن أقتل بعضا من الوقت فتوقفت عيناي على كتاب لا ينتمي الى مجموعة الكتب التي وضع فوقها، كان كتاب راندي. لم أجد الكتاب ولكنه وجدني فانتهيت من قراءته في يوم واحد فقط، تعرفت فيه على راندي باوش واسرته وفلسفته في الحياة عن قرب. الأهم أن راندي كتب بتفاصيل أكثر عن كيفية تمكين الاخرين من تحقيق أحلام طفولتهم، لأنه في نهاية الأمر ستعود الينا أعمالنا بالنفع ولو بعد حين. تحدث عن طلابه وعن ايمانه بهم وبقدراتهم وكيف انه لم يفقد الأمل في أحدهم رغم ظهور بعض العلامات التي استدعت الادارة الجامعية لتوجيه انذار له تمهيدا لفصله! الطالب هذا تخرج تحت اشراف راندي باوش وأصبح واحدا من أهم العقول المبتكرة في ديزني لاند الان، وهي وظيفة تتقاتل للحصول عليها النخبة. وأنا أقرأ كتابه كنت أعد نفسي بأن أقتدي به كمعلم جيل، ادى واجبه تجاه طلبته وأفنى عمره من أجل أن يترك بصمته على حياة كل من تعامل معه على الصعيدين العملي والانساني. كنت أتذكره بين حين وآخر وأدعو الله أن يكون بخير وأن يكون العلم الحديث قد اكتشف خلال الأشهر القليلة الماضية دواء سحريا لمعالجة السرطان. قبل أيام كنت أقلب الكتب الصادرة بالأسبانية في إحدى المكتبات التجارية في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس، وأنا أحس بنوع من الضياع لأنني لا أعرف معظم هؤلاء الكتّاب وتبدو اصداراتهم بعيدة قلبا وقالبا عني، فأخذت خطوة الى الوراء من أجل اعادة الحسبة قبل أن أقرر شراء أي من كتب هؤلاء الغرباء! فكدت أن أطيح بجبل من الكتب كان يرتفع مترا عن الارض. وضعت يدي على قمة هذا الجبل موقفة حركة اهتزازه فاذا به جبل مكون من نسخ من كتاب راندي باوش مترجم للغة الأسبانية. مرة أخرى لم أجد كتاب راندي بل هو وجدني.. ابتسمت ودعيت له أن يكون على قيد الحياة والاّ يكون الألم متمكنا منه ولكن لم يمض يومان حتى قرأت خبر نعيه. راندي باوش.. وداعا، وأيضا راندي باوش...شكرا. شكرا لك لأنك أشعلت شمعة لم تنطفئ في عتمة الغربة. شكرا لك لأنك أمنت بالاخرين ومكنتهم من تحقيق أحلامهم. شكرا لك لأنك كنت أمينا على طلابك وشكرا لك لأنك منحت الملايين أملا ولم تنشغل بصغائر الأمور أو باشعال الحروب بين البشر من أجل أن تصل على أكتاف اي منهم. شكرا لك لأنك كنت نموذجا يحتذى للانسان عندما يحلم ويعمل من أجل تحقيق حلمه رغم العوائق التي كنت تقول عنها إنها وضعت في الطريق من أجل ايقاف مسيرة الاخرين...لا نحن.
وكتبت هبة زكريا لموقع إسلام أون لاين (المصدر: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1217798750869&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)
على حافة الموت.. يعلم الملايين الحياة!
نثر رحيق الأمل في الحياة وهو يعاني من سكرات الموت على أكثر من 6 ملايين إنسان حول العالم، فأحيت كلماته ذكراه بعدما ذهب إلى عالم النسيان.. إنه راندي باوش صاحب "المحاضرة الأخيرة".
أستاذ علوم الحاسب الآلي بجامعة كورنجي ميلون الأمريكية وقف ليلقي محاضرته الأخيرة على 400 من طلابه، بعدما علم من الأطباء أنه لم يبق له في الحياة سوى 6 أشهر بسبب سرطان البنكرياس الذي أصابه قبل عام ولم يجد معه الدواء نفعا.
وقرر راندي (47 عاما) أن تكون محاضرته الأخيرة بعنوان: "كيف تحقق أحلام الطفولة"، وقال لطلابه: إنه "لن يتحدث فيها عن الموت.. بل الحياة"، ومدللا على ذلك بالابتسامة التي علت وجهه أثناء المحاضرة، والحيوية التي تميز بها ودفعته إلى أداء تمرينات رياضية تتطلب لياقة عالية.
وقال راندي وهو يؤدي تلك التمرينات على المنصة المواجهة لطلابه: "يؤسفني أن أخيب أملكم في ألا أكون بائسا وضعيفا، فها أنا ذا في كامل لياقتي من الخارج، ولكن السرطان يرعى في جسدي من الداخل".
"إنْ كان في الغرفة فيلٌ، قدّمه للآخرين".. ذكر راندي -الذي استضافته الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري في برنامجها ليقدم محاضرته مرة أخرى لجمهورها- هذه الكلمات التي قالها له والده وهو يواجه طلابه بحقيقة المرض الذي أصابه مقدما لهم الفيل/السرطان.
ورغم ذلك دارت محاضرة راندي -التي شاهدها أكثر من 6 ملايين شخص عبر موقع يوتيوب الإلكتروني وبرنامج "أوبرا شو" التلفزيوني- حول الاحتفاء بقيمة الوقت والحياة والحب والأسرة، والتواصل مع الآخرين حتى في أشد ساعات العمر قتامة.
وتحققت الأحلام
"معظمنا لديهم أحلام طفولة.. كأن تصبح رائد فضاء أو صانع أفلام.. لكن للأسف معظم الناس لا يحققون أحلامهم، وفي اعتقادي هذا أمر مخز؛ فقد كانت لدي أحلام معينة في طفولتي وحققت معظمها فعلا.. حتى حلمي الأخير كاد ألا يتحقق قبل عشر سنوات، إلا أن زوجتي الحبيبة جاي ساعدتني في تحقيقه بموافقتها على الزواج مني".. هكذا بدأ راندي يروي قصة نجاحه في الحياة لطلابه.
وراح الزوج المحب والوالد لثلاثة أطفال لم يبلغ أكبرهم العاشرة بعد يستعرض مع طلابه صورا من طفولته قائلا: "لاحظت وأنا أتصفح ألبوم العائلة أنني لم أبد في أي صورة متجهما.. بل كنت دائما مبتسما".
وأخذ يسرد النقاط المحورية والسعيدة التي كان لها أثر كبير على تطوره النفسي والعلمي والنجاح الذي حققه في حياته القصيرة، فتحدث عن والديه ذاكرا واقعة أثرت فيه للغاية؛ إذ كان يرغب وهو طفل في الرسم على جدران غرفته وسقفها وتزيينها بصور من مخيلته، ووالداه يعارضان ذلك.
وحصل راندي على موافقة والديه بعد مناقشات طويلة معهما، وراح يكتب معادلات رياضية بتنسيق جمالي، ويرسم صورا على الجدران والسقف تعبر عن أحلامه؛ ما حقق له سعادة بالغة من هذا الحلم الذي ناله في صغره وحسده عليه أصدقاؤه.
وروى راندي أيضا أنه كان من بين أحلامه أن يتواجد في مكان تنعدم فيه الجاذبية، ولقد نجح في تحقيق ذلك عندما دخل غرفة تدريب رواد الفضاء.
ومن بين الأحلام الأخرى التي حققها الأستاذ المعروف بتفوقه العلمي ومخيلته الباهرة أنه تمكن من العمل في شركة ديزني لاند كمصمم ضمن فريق "التخيليين"، وعمل أستاذا مشرفا ومبتكرا لبرنامج سمّاه "الحقيقة الافتراضية"، فضلا عن عمله كخبير تكنولوجي متعاون مع شركة "جوجل" وغيرها من الشركات الكبرى.
وأنشأ راندي مركزا لعلوم الحاسب الآلي ليساعد أولئك الذين لديهم اهتمامات في هذا المجال على تحقيق أحلام طفولتهم.
كتاب ومحاضرة
وفي ربيع 2008 بعد نحو 6 أشهر من إلقائه محاضرته في 18 سبتمبر 2007، نشرت دار "هايبرون" الأمريكية الشهيرة كتابا بعنوان "المحاضرة الأخيرة" لراندي باوش والكاتب الصحفي بجريدة "وول ستريت" جيفري زاسلو، حقق أعلى مبيعات في أمريكا على مدة عدة أسابيع متوالية، وترجم لعدة لغات.
وأوضح راندي أنه وافق على نشر الكتاب بعد إلحاح زوجته جاي جلاسجو، وبدافع من آلاف الرسائل التي تلقاها بعد محاضرته الأخيرة، يخبره مرسلوها برغبتهم في أن يعرف أن كلماته ساعدتهم والكثير من أحبائهم على اجتياز مواقف صعبة في الحياة من بينها الإصابة بمرض السرطان.
وفي كتابه يقول راندي إنه واجه اعتراض زوجته على إلقائه محاضرته الأخيرة لحرصها على عدم تفويته أي لحظة مما تبقى له بعيدا عنها وعن أولاده بقوله: "هذه المحاضرة هي فرصة للأسد ليجرب إن كان لا يزال يستطيع الزئير"، موضحا لها أهمية أن يترك تسجيل المحاضرة وحصيلة تجربته في الحياة لأولاده حين يكبرون، دون أن تتاح له فرصة تعليمهم شيئا، ومساعدتهم على ابتكار أحلامهم وتحقيقها.
وتابع: "هناك أشياء كثيرة أريد أن أخبرها لأطفالي الآن، ولكنهم صغار جدا ولن يستوعبوها، (ديلان) أصبح عمره 6 سنوات، و(لوغان) 3 سنوات، والبنت الصغرى (شيلو) 18 شهرا، أريد أن يعرف أطفالي من أنا، وما الذي كنت أومن به، والطريقة التي كنت أحبهم بها.. يؤلمني أنهم سيكبرون بلا أب، وأحيانا أبكي وحدي لأن هذا سيحدث لهم". ولم يتوقف راندي الذي صنفته مجلة "تايم" الأمريكية من بين أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم عن تحديث مدونته على الإنترنت حتى أيامه الأخيرة، وكان آخر ما كتبه فيها بتاريخ 26 يونيو 2008 أنه توقف عن تناول الجرعات الكيميائية لآثارها الجانبية العكسية.
وعاش راندي باوش -الذي ولد في 23 أكتوبر 1960 واختارته شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية كواحد من أهم ثلاث شخصيات لعام 2007- خمسة أشهر زيادة عن الفترة التي حددها له الأطباء، قبل أن توافيه المنية بمنزله في ولاية فرجينيا في 25 يوليو الماضي.
وفي مشاركة بإسم قصة كتاب (المصدر: http://forum.ma3ali.net/t347965.html)
كتبت ترفّق: قصة كتاب
طُلب من البروفيسور محاضرة روتينية تُطلب في العادة من الأساتذة الكبار يسمونها " المحاضرة الأخيرة ", ليترك فيها شيئا من دروس الحياة الكبرى للأجيال فيما يظهر لي. شخّص الأطباء أن البروفيسور باوش مصاب بالسرطان في مراحله النهائية, وفي أغسطس الماضي 2007م أخبروه بأنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر. قدّم باوش محاضرته والتي كانت بالفعل " المحاضرة الأخيرة ".. لقيت صدى واسعا جدا. وكانت السبب في قيام أحد الصحفيين بتأليف كتابنا اليوم مشاركةً مع باوش. وأكثر من ستة ملايين شخص شاهدوا هذه المحاضرة على الشبكة العنكبوتية..
في الموقع الخاص بالكتاب, وعند التعريف به ورد ما يلي :
كثير من الأساتذة يلقون كلمة بمسمى "المحاضرة الأخيرة", حيث يُطلب منهم عادة أن يعتبروا أنفسهم سيغادرون, كما يطلب منهم أن يتأملوا أهم الأحداث التي مرت بهم. ليجيبوا الحاضرين خلال حديثهم عن سؤالين :
ما الحكمة التي نمنحها للعالم لو علمنا أن هذه المحاضرة هي آخر محاضرة لنا ؟
لو سنموت في الغد, ماذا نريد أن يبقى كوصية منا, وميراث عنا ؟
محاضرته التي ألقاها : " الوصول الحقيقي لأحلام طفولتك " لم تكن عن الموت! لقد كانت عن أهمية التغلب على العقبات وأهمية المساعدة في تحقيق أحلام الأخرين, وأهمية استغلال كل لحظةفي الحياة.. (لأن الوقت هو ما تمكله, وربما تجد يوما ما أن أن لديك أقل مما تظن منه). لقد كانت المحاضرة الأخيرة محصلة كل ما توصل باوش إلى الاعتقاد به.
في هذا الكتاب, جمع راندي باوش بين الفكاهة والإلهام والذكاء مما جعل من محاضرته الأخيرة ظاهرة ملفتة, وأعطاها صورة يصعب نسيانها, وستتداول الأجيال القادمة هذا الكتاب." بقي أن أشير إلى شريكه في التأليف جيفري زاسلو..
جيفري زاسلو صاحب عمود صحفي في صحيفة " وول ستريت " The Wall Street Journal حضر هذه المحاضرة, وهو أحد خريجي الجامعة القدامى فكتب قصتها بالتعاون مع باوش بطريقة أثّرت على الاهتمام بها بشكل كبير على مستوى العالم.
والآن الروابط الخاصة بالمحاضرة:
كل الروابط هنا ستذهب بك لصفحة، انتظر ثواني ثم انزل قليلا لتجد أكثر من رابط على أكثر من سيرفر مختلف.
لقراءة السكريبت منفردا للمحاضرة باللغة الإنجليزية (بي دي إف)
والترجمة العربية من هنا - ترجمة: علي محمد الموسوي
وكذلك المحاضرة الشهيرة عن تنظيم الوقت - يمكن قراءة نص تفريغ المحاضرة من هنا باللغة الإنجليزية
إذا كنت تريد المحاضرة فقط بدون السكريبت، قم بتحميل أجزاء المحاضرة فقط ولا تحمل الملف الإضافي.
أولا قم بتحميل الأجزاء الستة للمحاضرة من أي من الروابط الآتية:
الجزء الأول - الجزء الثاني - الجزء الثالث - الجزء الرابع - الجزء الخامس - الجزء السادس
تحميل المحاضرة على جزء واحد - تنبيه! السكريبت لا يعمل معها
والآن قم بتحميل السكريبت للأجزاء كلها من هنا - وكذلك ستجد ملفات تشغيل المحاضرة
الآن قم بفك الضغط عن الملف randy_pausch.zip وضع كل محتوياته في نفس المجلد الذي به الحلقات.
الآن لديك مجلدا واحدًا يحتوى على الملفات الآتية - كما في الصورة
بمجرد فتح الملف index ستجد جدول المحتويات ومشغل الفيديو
ملاحظة 1: لو ظهرت لك رسالة في أعلى المتصفح كما في الصورة، اضغط عليه بالماوس واختر الإختيار الأول ثم اضغط OK
ملاحظة 2: وبالطبع يجب أن يكون لديك مشغل الفلاش من أدوبي
يمكنك التنقل بين الأجزاء من جدول المحتويات في العمود الأيمن.
أدوات التحكم في مشغل الفيديو:
1 - لتكبير المشغل ملء الشاشة
2 - لتشغيل أو إخفاء السكريبت
3 - التحكم في الصوت
4 - زر التشغيل Play
لو تريد مشاهدة المحاضرة مباشرة/أونلاين - بدون تحميل - يمكنك الذهاب للصفحة التالية، مع السكريبت الإنجليزي أيضًا
روابط أخرى:
موقع المحاضرة الأخيرة - The Last Lecture
The Legacy of Randy Pausch and His Lecture Videos
Carnegie Mellon University - Randy Pausch
راندي باوش على ويكيبيديا الإنجليزية - العربية
تحقيق أحلام طفولك على ويكيبيديا الإنجليزية
المحاضرة الأخيرة
دخلت قبل أيام على مديري في مكتبه أثناء فترة عملي الصيفي في شركة بي بي إن الأمريكية، فوجدت على مكتبه كتاب بعنوان "المحاضرة الأخيرة" "The Last Lecture" لمؤلفه راندي باوش Randy Pausch أستاذ علوم الحاسب بجامعة كارنيجي ميلون[1]. ففطن لانتباهي للكتاب وذكر لي أن حماته نصحته بقراءة الكتاب، وسألني إن كنت أعرف المؤلف، فابتسمت وقلت له أنسيت أني أدرس في نفس الجامعة التي كان يعمل بها؟ ثم أضفت أني حضرت محاضرته الأخيرة. فبدت علامات الدهشة على وجهه وقال أنه سيخبر حماته وأنها ستكون أيضا في غاية الدهشة!
فما سبب اندهاش مديري وحماته؟ وما قصة الدكتور راندي باوش والذي عدته مجلة تايم مؤخرا من ضمن أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم؟ وما قصة محاضرته وكتابه والذي ترجم لأكثر من ثلاثين لغة وحقق أعلى المبيعات؟
القصة بدأت يوم الثلاثاء 18\9\2007 م عندما بدأت الجامعة سلسلة محاضرات بعنوان رحلات Journeys يذكر فيها أساتذة الجامعة تجربتهمالشخصية ورحلتهم في النجاح، لكن محاضرة ذلك اليوم بعنوان "حقق أحلام طفولتك" كانت من نوع آخر، فأكثر من شخص امتدح المتحدث وحث على الحضور. حتى أن المشرف على بحث رسالتي للدكتوراة أرسل لطلبته رسالة قبل أكثر من أسبوع يحثهم على الحضور المبكر، وأضاف عبارة لم نفهما وقتها عندما ذكر أن محاضرته ستكون بمثابة المحاضرة الأخيرة.
وفي صباح يوم المحاضرة فهمت ماذا قصد، إذ علمت أن المتحدث تم تشخيصه بسرطان البنكرياس للمرة الثانية الشهر الماضي، بعدما تعافى من إصابته السابقة قبل فترة بسيطة، ولكن هذه المرة ذكر له الأطباء أنه لا علاج له وأنه لم يتبقَ في حياته إلا ثلاثة إلى ستة أشهر، فكانت هذه المحاضرة بمثابة المحاضرة الأخيرة له في حياته. لم يكن الأستاذ متقدما في العمر فقد كان عمره 47 عاما، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال كلهم كانوا دون الخامسة من العمر.
طبعا لم أفوت مثل هذه الفرصة لحضور مثل هذه المحاضرة بل وطلبت من زوجتي أم ماجد أن تحضر معي وفعلا حضرت. وصلنا لمبنى القاعة وكان عدد الحضور مهولا والناس مصطفين في صف طويل جدا قبل بدء المحاضرة بأكثر من نصف ساعة لدخول القاعة، حتى أننا خشينا أن تمتلأ القاعة قبل دخولنا لها، ولكننا استطعنا الدخول وجلسنا في مقعدين في آخر المدرج.
لن أستطيع استعراض كل ما ذكر الدكتور باوش في محاضرته، والتي أنصح الجميع الجميع بمشاهدتها لما من فوائد جمة حول إدارة حياة الشخص. ولكن سأذكر بعضا مما أدهشني في المحاضرة، بداية نفسية راندي باوش المذهلة، وكيف أنه بدأ المحاضرة بالإشارة إلى أنه في وضع صحي ممتاز من خلال عمل تمارين الضغط باليدين، ثم إشارته إلى أنه لا يملك اختيار القدر ولكنه يملك كيفية التعامل معه، هذا عدا إخلاصه وجهده في إعداد وإلقاء المحاضرة، والدروس التي تعلمها في حياته، وإظهاره لتقديره لزوجته، وخاتمته المؤثرة بخصوص أطفاله الثلاثة، وفوق هذا مرحه أثناء هذه الفترة الحرجة.
مما استوقفني كذلك بعض ما عكسته لي المحاضرة حول شرائح من المجتمع الأمريكي أظن أن كثيرا من الطلبة لم يكنيعتقد بوجودها عندما جاء لهذه البلاد. فمثلا الصورة التي لدى كثير من الطلبة عند مجيئه لأمريكا وحتىبعد بقائه فيه لسنوات أن الشعب الأمريكي مادي ولا يوجد لديه مشاعر الحنان أو العطف أو الاهتمام بالأسرة. وهذا السلوكيات المادية نعم موجودة، ولكن لدى شريحة من الشعب وليس كامله، فهناك من الأمريكيين من تكون الأسرة هي همه الأول، ومشاعر الصداقةلديه عالية، والبعد عن المادية والإخلاص في العمل من أجل نفع الآخرينديدنه. غالب هذه الملاحظات تجلت وتأكدت لي من خلال الكلمات التي ألقاها معارف الدكتور باوش قبل وبعد المحاضرة، ومن خلال المحاضرة نفسها.
بعد إلقاء المحاضرة طارت الركبان بها، فالدكتور باوش استضيف من قبل مقدمي برامج مشهورين مثل أوبرا، وديان سوير. حتى أن مدير الجامعة في محاضرة لاحقة له في الفصل الثاني ذكر أنه خلال زيارته للهند سألوه من قابلوه عن هذه المحاضرة وعن صحة باوش. وحسب التقديرات فإن عدد من شاهد المحاضرة في أنحاء العالم عبر الإنترنت هو عشرة ملايين![2]
الدكتور راندي باوش عاش أكثر من 6 أشهر بعد تشخيصه بالسرطان، واستضافته جامعته في حفل الخريجيين قبل شهرين مع نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور لإلقاء كلمة للخريجين. كانت كلمة قصيرة ولكنها مليئة بالعبر، كان مما قال أن المرء ليس بعدد السنين التي يحياها إنما بما يعمل... أن الشخص عند وفاته لن يندم على ما قام به ولكن على ما لم يقم به... على كل واحد فينا أن يبحث عن أمر يهواه مهما طالت مدة البحث بدلا من انتظار الأجل... وأوضح أنك لن تجد ما تهواه بامتلاك الأمور المادية أو المال إذ سيكون هناك دائما من يمتلك أكثر منك... وأضاف أن ما يمد هواك بالوقود يجب أن يأتي من داخلك... وأكد على أهمية ارتباط هواك بالناس وبعلاقاتك معهم... وختم كيف أن زوجته كان هواه في حياته...
هذه هي قصة المحاضرة الأخيرة...
عودة لمكتب مديري...
دخل علينا موظف آخر يعمل معنا في المشروع ولاحظ حديثنا عن كتاب راندي باوش، فعرفه وذكر أنهما كانا يلعبان كرة السلة معا عندما كانا طلبة في الجامعة وذكره بخير. ثم أضاف أن أعز أصدقائه أصيب أيضا بسرطان البنكرياس وتوفي قبل سنوات بسيطة. الملفت في الأمر أن هذا الموظف يلبس في يده سوار مطاطي أصفر اعتاد على لبسه عدد من الأمريكيين للتوعية بأمراض السرطان ولإبداء تعاطفهم مع المصابين، ورغم أن هذه العادة خفت بشكل كبير في أمريكا، إلا أن صاحبنا ما زال يلبس هذا السوار المطاطي في يده اليمنى وفاء لصديقه الذي مات.
بعد هذه الحادثة في مكتب مديري بأيام وصلني عبر البريد الإلكتروني رسالة أرسلها مدير جامعة كارنيجي ميلون لمنسوبيها صباح يوم الجمعة 25\7\2008 م ينعي فيها الدكتور راندي باوش ويذكر إنجازاته وأثره على الجامعة قبل وبعد مرضه.
تسائلت عندها كم من معارفه سيلبس سوار مطاطيا وفاء له؟
[1] للكتاب مؤلف مشارك وهو جيفري زاسلو من مجلة الوول ستريت.
[2] http://www.youtube.com/watch?v=ji5_MqicxSo
أما حنان الهاجري فكتبت في القبس تقول: (المصدر: http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=417878)
راندي باوش... وداعا
عرفت على راندي باوش قبل أشهر وذلك بعد أن نصحتني استاذة لي في الجامعة في نيويورك بالاطلاع على محاضرته الأخيرة عبر الانترنت. كانت تريد من تلك النصيحة أن تساعدني على رؤية الصورة الأكبر للحياة وذلك عندما تضيق علينا فسحة الأمل بين حين واخر كمغتربين معتقين خارج حدود الوطن. أخذت بنصيحتها وكرست أكثر من خمس واربعين دقيقة من وقتي الذي كنت أضن به على كل الأنشطة التي لا تقع ضمن خريطة البحث الدراسي لمشاهدة تلك المحاضرة التي ألقاها باوش في احدى قاعات جامعة كارنيغي ميلون في شهر سبتمبر الماضي. مرت الدقائق وأنا مشدودة لكل كلمة ولكل حركة تصدر عن أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كارنيغي ميلون راندي باوش الذي أعلن للجميع في محاضرته تلك أنه مصاب بمرض السرطان ولم يتبق له كثير من الوقت في دنيانا. كان راندي أول مصاب بمرض السرطان أراه بتلك المعنويات العالية، فقد كان يروي قصصا وحكايات عن حياته وذلك ضمن اطار واحد هو أحلام طفولته. تحدث الاستاذ عن تلك الأحلام وكيف تمكن من تحقيق الجزء الأعظم منها خلال رحلته القصيرة في الحياة التي لم تتجاوز سبعة وأربعين عاما فألهم ملايين البشر في شتى أنحاء العالم. أصبحت محاضرته تلك الأكثر مشاهدة عبر موقع يوتوب، وتسابقت وسائل الاعلام من أجل الحصول على مقابلة معه ولكن كانت المقابلتان التي أجرتهما معه دايان سوير هما الأكثر انسانية لأنهما حدثتا في فترة لم تتعد الأشهر، ولكن كان التغير الذي طرأ على راندي كبيرا وان بدا من هيئته الخارجية كأي انسان معافى رغم تآكله من الداخل. تحدث راندي مع سوير عن رسالة تلقاها من شخص كان على وشك ان يزهق روحه انتحارا، ولكنه قرر الا يفعل بعد أن شاهد محاضرة راندي وشعر بالخجل إزاء قراره هذا، بينما راندي يصارع الموت من أجل أن يحظى بدقيقة أخرى مع أسرته. بعد مشاهدة تلك المحاضرة قرأت عن نشرها عبر كتاب وصل في الاسبوع الأول لصدوره في أبريل الماضي الى صدارة المبيعات في الولايات المتحدة. بعد ايام من صدور الكتاب كنت في إحدى دور الكتب التجارية في منهاتن أحاول أن أقتل بعضا من الوقت فتوقفت عيناي على كتاب لا ينتمي الى مجموعة الكتب التي وضع فوقها، كان كتاب راندي. لم أجد الكتاب ولكنه وجدني فانتهيت من قراءته في يوم واحد فقط، تعرفت فيه على راندي باوش واسرته وفلسفته في الحياة عن قرب. الأهم أن راندي كتب بتفاصيل أكثر عن كيفية تمكين الاخرين من تحقيق أحلام طفولتهم، لأنه في نهاية الأمر ستعود الينا أعمالنا بالنفع ولو بعد حين. تحدث عن طلابه وعن ايمانه بهم وبقدراتهم وكيف انه لم يفقد الأمل في أحدهم رغم ظهور بعض العلامات التي استدعت الادارة الجامعية لتوجيه انذار له تمهيدا لفصله! الطالب هذا تخرج تحت اشراف راندي باوش وأصبح واحدا من أهم العقول المبتكرة في ديزني لاند الان، وهي وظيفة تتقاتل للحصول عليها النخبة. وأنا أقرأ كتابه كنت أعد نفسي بأن أقتدي به كمعلم جيل، ادى واجبه تجاه طلبته وأفنى عمره من أجل أن يترك بصمته على حياة كل من تعامل معه على الصعيدين العملي والانساني. كنت أتذكره بين حين وآخر وأدعو الله أن يكون بخير وأن يكون العلم الحديث قد اكتشف خلال الأشهر القليلة الماضية دواء سحريا لمعالجة السرطان. قبل أيام كنت أقلب الكتب الصادرة بالأسبانية في إحدى المكتبات التجارية في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس، وأنا أحس بنوع من الضياع لأنني لا أعرف معظم هؤلاء الكتّاب وتبدو اصداراتهم بعيدة قلبا وقالبا عني، فأخذت خطوة الى الوراء من أجل اعادة الحسبة قبل أن أقرر شراء أي من كتب هؤلاء الغرباء! فكدت أن أطيح بجبل من الكتب كان يرتفع مترا عن الارض. وضعت يدي على قمة هذا الجبل موقفة حركة اهتزازه فاذا به جبل مكون من نسخ من كتاب راندي باوش مترجم للغة الأسبانية. مرة أخرى لم أجد كتاب راندي بل هو وجدني.. ابتسمت ودعيت له أن يكون على قيد الحياة والاّ يكون الألم متمكنا منه ولكن لم يمض يومان حتى قرأت خبر نعيه. راندي باوش.. وداعا، وأيضا راندي باوش...شكرا. شكرا لك لأنك أشعلت شمعة لم تنطفئ في عتمة الغربة. شكرا لك لأنك أمنت بالاخرين ومكنتهم من تحقيق أحلامهم. شكرا لك لأنك كنت أمينا على طلابك وشكرا لك لأنك منحت الملايين أملا ولم تنشغل بصغائر الأمور أو باشعال الحروب بين البشر من أجل أن تصل على أكتاف اي منهم. شكرا لك لأنك كنت نموذجا يحتذى للانسان عندما يحلم ويعمل من أجل تحقيق حلمه رغم العوائق التي كنت تقول عنها إنها وضعت في الطريق من أجل ايقاف مسيرة الاخرين...لا نحن.
وكتبت هبة زكريا لموقع إسلام أون لاين (المصدر: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1217798750869&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)
على حافة الموت.. يعلم الملايين الحياة!
نثر رحيق الأمل في الحياة وهو يعاني من سكرات الموت على أكثر من 6 ملايين إنسان حول العالم، فأحيت كلماته ذكراه بعدما ذهب إلى عالم النسيان.. إنه راندي باوش صاحب "المحاضرة الأخيرة".
أستاذ علوم الحاسب الآلي بجامعة كورنجي ميلون الأمريكية وقف ليلقي محاضرته الأخيرة على 400 من طلابه، بعدما علم من الأطباء أنه لم يبق له في الحياة سوى 6 أشهر بسبب سرطان البنكرياس الذي أصابه قبل عام ولم يجد معه الدواء نفعا.
وقرر راندي (47 عاما) أن تكون محاضرته الأخيرة بعنوان: "كيف تحقق أحلام الطفولة"، وقال لطلابه: إنه "لن يتحدث فيها عن الموت.. بل الحياة"، ومدللا على ذلك بالابتسامة التي علت وجهه أثناء المحاضرة، والحيوية التي تميز بها ودفعته إلى أداء تمرينات رياضية تتطلب لياقة عالية.
وقال راندي وهو يؤدي تلك التمرينات على المنصة المواجهة لطلابه: "يؤسفني أن أخيب أملكم في ألا أكون بائسا وضعيفا، فها أنا ذا في كامل لياقتي من الخارج، ولكن السرطان يرعى في جسدي من الداخل".
"إنْ كان في الغرفة فيلٌ، قدّمه للآخرين".. ذكر راندي -الذي استضافته الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري في برنامجها ليقدم محاضرته مرة أخرى لجمهورها- هذه الكلمات التي قالها له والده وهو يواجه طلابه بحقيقة المرض الذي أصابه مقدما لهم الفيل/السرطان.
ورغم ذلك دارت محاضرة راندي -التي شاهدها أكثر من 6 ملايين شخص عبر موقع يوتيوب الإلكتروني وبرنامج "أوبرا شو" التلفزيوني- حول الاحتفاء بقيمة الوقت والحياة والحب والأسرة، والتواصل مع الآخرين حتى في أشد ساعات العمر قتامة.
وتحققت الأحلام
"معظمنا لديهم أحلام طفولة.. كأن تصبح رائد فضاء أو صانع أفلام.. لكن للأسف معظم الناس لا يحققون أحلامهم، وفي اعتقادي هذا أمر مخز؛ فقد كانت لدي أحلام معينة في طفولتي وحققت معظمها فعلا.. حتى حلمي الأخير كاد ألا يتحقق قبل عشر سنوات، إلا أن زوجتي الحبيبة جاي ساعدتني في تحقيقه بموافقتها على الزواج مني".. هكذا بدأ راندي يروي قصة نجاحه في الحياة لطلابه.
وراح الزوج المحب والوالد لثلاثة أطفال لم يبلغ أكبرهم العاشرة بعد يستعرض مع طلابه صورا من طفولته قائلا: "لاحظت وأنا أتصفح ألبوم العائلة أنني لم أبد في أي صورة متجهما.. بل كنت دائما مبتسما".
وأخذ يسرد النقاط المحورية والسعيدة التي كان لها أثر كبير على تطوره النفسي والعلمي والنجاح الذي حققه في حياته القصيرة، فتحدث عن والديه ذاكرا واقعة أثرت فيه للغاية؛ إذ كان يرغب وهو طفل في الرسم على جدران غرفته وسقفها وتزيينها بصور من مخيلته، ووالداه يعارضان ذلك.
وحصل راندي على موافقة والديه بعد مناقشات طويلة معهما، وراح يكتب معادلات رياضية بتنسيق جمالي، ويرسم صورا على الجدران والسقف تعبر عن أحلامه؛ ما حقق له سعادة بالغة من هذا الحلم الذي ناله في صغره وحسده عليه أصدقاؤه.
وروى راندي أيضا أنه كان من بين أحلامه أن يتواجد في مكان تنعدم فيه الجاذبية، ولقد نجح في تحقيق ذلك عندما دخل غرفة تدريب رواد الفضاء.
ومن بين الأحلام الأخرى التي حققها الأستاذ المعروف بتفوقه العلمي ومخيلته الباهرة أنه تمكن من العمل في شركة ديزني لاند كمصمم ضمن فريق "التخيليين"، وعمل أستاذا مشرفا ومبتكرا لبرنامج سمّاه "الحقيقة الافتراضية"، فضلا عن عمله كخبير تكنولوجي متعاون مع شركة "جوجل" وغيرها من الشركات الكبرى.
وأنشأ راندي مركزا لعلوم الحاسب الآلي ليساعد أولئك الذين لديهم اهتمامات في هذا المجال على تحقيق أحلام طفولتهم.
كتاب ومحاضرة
وفي ربيع 2008 بعد نحو 6 أشهر من إلقائه محاضرته في 18 سبتمبر 2007، نشرت دار "هايبرون" الأمريكية الشهيرة كتابا بعنوان "المحاضرة الأخيرة" لراندي باوش والكاتب الصحفي بجريدة "وول ستريت" جيفري زاسلو، حقق أعلى مبيعات في أمريكا على مدة عدة أسابيع متوالية، وترجم لعدة لغات.
وأوضح راندي أنه وافق على نشر الكتاب بعد إلحاح زوجته جاي جلاسجو، وبدافع من آلاف الرسائل التي تلقاها بعد محاضرته الأخيرة، يخبره مرسلوها برغبتهم في أن يعرف أن كلماته ساعدتهم والكثير من أحبائهم على اجتياز مواقف صعبة في الحياة من بينها الإصابة بمرض السرطان.
وفي كتابه يقول راندي إنه واجه اعتراض زوجته على إلقائه محاضرته الأخيرة لحرصها على عدم تفويته أي لحظة مما تبقى له بعيدا عنها وعن أولاده بقوله: "هذه المحاضرة هي فرصة للأسد ليجرب إن كان لا يزال يستطيع الزئير"، موضحا لها أهمية أن يترك تسجيل المحاضرة وحصيلة تجربته في الحياة لأولاده حين يكبرون، دون أن تتاح له فرصة تعليمهم شيئا، ومساعدتهم على ابتكار أحلامهم وتحقيقها.
وتابع: "هناك أشياء كثيرة أريد أن أخبرها لأطفالي الآن، ولكنهم صغار جدا ولن يستوعبوها، (ديلان) أصبح عمره 6 سنوات، و(لوغان) 3 سنوات، والبنت الصغرى (شيلو) 18 شهرا، أريد أن يعرف أطفالي من أنا، وما الذي كنت أومن به، والطريقة التي كنت أحبهم بها.. يؤلمني أنهم سيكبرون بلا أب، وأحيانا أبكي وحدي لأن هذا سيحدث لهم". ولم يتوقف راندي الذي صنفته مجلة "تايم" الأمريكية من بين أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم عن تحديث مدونته على الإنترنت حتى أيامه الأخيرة، وكان آخر ما كتبه فيها بتاريخ 26 يونيو 2008 أنه توقف عن تناول الجرعات الكيميائية لآثارها الجانبية العكسية.
وعاش راندي باوش -الذي ولد في 23 أكتوبر 1960 واختارته شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية كواحد من أهم ثلاث شخصيات لعام 2007- خمسة أشهر زيادة عن الفترة التي حددها له الأطباء، قبل أن توافيه المنية بمنزله في ولاية فرجينيا في 25 يوليو الماضي.
وفي مشاركة بإسم قصة كتاب (المصدر: http://forum.ma3ali.net/t347965.html)
كتبت ترفّق: قصة كتاب
طُلب من البروفيسور محاضرة روتينية تُطلب في العادة من الأساتذة الكبار يسمونها " المحاضرة الأخيرة ", ليترك فيها شيئا من دروس الحياة الكبرى للأجيال فيما يظهر لي. شخّص الأطباء أن البروفيسور باوش مصاب بالسرطان في مراحله النهائية, وفي أغسطس الماضي 2007م أخبروه بأنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر. قدّم باوش محاضرته والتي كانت بالفعل " المحاضرة الأخيرة ".. لقيت صدى واسعا جدا. وكانت السبب في قيام أحد الصحفيين بتأليف كتابنا اليوم مشاركةً مع باوش. وأكثر من ستة ملايين شخص شاهدوا هذه المحاضرة على الشبكة العنكبوتية..
في الموقع الخاص بالكتاب, وعند التعريف به ورد ما يلي :
كثير من الأساتذة يلقون كلمة بمسمى "المحاضرة الأخيرة", حيث يُطلب منهم عادة أن يعتبروا أنفسهم سيغادرون, كما يطلب منهم أن يتأملوا أهم الأحداث التي مرت بهم. ليجيبوا الحاضرين خلال حديثهم عن سؤالين :
ما الحكمة التي نمنحها للعالم لو علمنا أن هذه المحاضرة هي آخر محاضرة لنا ؟
لو سنموت في الغد, ماذا نريد أن يبقى كوصية منا, وميراث عنا ؟
محاضرته التي ألقاها : " الوصول الحقيقي لأحلام طفولتك " لم تكن عن الموت! لقد كانت عن أهمية التغلب على العقبات وأهمية المساعدة في تحقيق أحلام الأخرين, وأهمية استغلال كل لحظةفي الحياة.. (لأن الوقت هو ما تمكله, وربما تجد يوما ما أن أن لديك أقل مما تظن منه). لقد كانت المحاضرة الأخيرة محصلة كل ما توصل باوش إلى الاعتقاد به.
في هذا الكتاب, جمع راندي باوش بين الفكاهة والإلهام والذكاء مما جعل من محاضرته الأخيرة ظاهرة ملفتة, وأعطاها صورة يصعب نسيانها, وستتداول الأجيال القادمة هذا الكتاب." بقي أن أشير إلى شريكه في التأليف جيفري زاسلو..
جيفري زاسلو صاحب عمود صحفي في صحيفة " وول ستريت " The Wall Street Journal حضر هذه المحاضرة, وهو أحد خريجي الجامعة القدامى فكتب قصتها بالتعاون مع باوش بطريقة أثّرت على الاهتمام بها بشكل كبير على مستوى العالم.
والآن الروابط الخاصة بالمحاضرة:
كل الروابط هنا ستذهب بك لصفحة، انتظر ثواني ثم انزل قليلا لتجد أكثر من رابط على أكثر من سيرفر مختلف.
لقراءة السكريبت منفردا للمحاضرة باللغة الإنجليزية (بي دي إف)
والترجمة العربية من هنا - ترجمة: علي محمد الموسوي
وكذلك المحاضرة الشهيرة عن تنظيم الوقت - يمكن قراءة نص تفريغ المحاضرة من هنا باللغة الإنجليزية
إذا كنت تريد المحاضرة فقط بدون السكريبت، قم بتحميل أجزاء المحاضرة فقط ولا تحمل الملف الإضافي.
أولا قم بتحميل الأجزاء الستة للمحاضرة من أي من الروابط الآتية:
الجزء الأول - الجزء الثاني - الجزء الثالث - الجزء الرابع - الجزء الخامس - الجزء السادس
تحميل المحاضرة على جزء واحد - تنبيه! السكريبت لا يعمل معها
والآن قم بتحميل السكريبت للأجزاء كلها من هنا - وكذلك ستجد ملفات تشغيل المحاضرة
الآن قم بفك الضغط عن الملف randy_pausch.zip وضع كل محتوياته في نفس المجلد الذي به الحلقات.
الآن لديك مجلدا واحدًا يحتوى على الملفات الآتية - كما في الصورة
بمجرد فتح الملف index ستجد جدول المحتويات ومشغل الفيديو
ملاحظة 1: لو ظهرت لك رسالة في أعلى المتصفح كما في الصورة، اضغط عليه بالماوس واختر الإختيار الأول ثم اضغط OK
ملاحظة 2: وبالطبع يجب أن يكون لديك مشغل الفلاش من أدوبي
يمكنك التنقل بين الأجزاء من جدول المحتويات في العمود الأيمن.
أدوات التحكم في مشغل الفيديو:
1 - لتكبير المشغل ملء الشاشة
2 - لتشغيل أو إخفاء السكريبت
3 - التحكم في الصوت
4 - زر التشغيل Play
لو تريد مشاهدة المحاضرة مباشرة/أونلاين - بدون تحميل - يمكنك الذهاب للصفحة التالية، مع السكريبت الإنجليزي أيضًا
روابط أخرى:
موقع المحاضرة الأخيرة - The Last Lecture
The Legacy of Randy Pausch and His Lecture Videos
Carnegie Mellon University - Randy Pausch
راندي باوش على ويكيبيديا الإنجليزية - العربية
تحقيق أحلام طفولك على ويكيبيديا الإنجليزية
Riddler Articles: Smart Solutions And Thoughts: Randy Pausch - The Last Lecture >>>>> Download Now
ردحذف>>>>> Download Full
Riddler Articles: Smart Solutions And Thoughts: Randy Pausch - The Last Lecture >>>>> Download LINK
>>>>> Download Now
Riddler Articles: Smart Solutions And Thoughts: Randy Pausch - The Last Lecture >>>>> Download Full
>>>>> Download LINK s7