نظرية العوالم المتوازية هي تتحدث مبدأيا عن عوالم مثبت وجودها رياضيا فقط طبعا، ولكن لم تثبت في الواقع حتى الآن..
لأنها تتحدث عن وجود أكثر من كون (عالم) في حيز واحد من الفراغ، ولكن الفروق بين العوالم هي التي جعلت لها وجود.
الفكرة بكل بساطة: نفترض الآن انك تدرس الهندسة ولكن في عالم آخر قرر شخص مطابق لك في كل شئ (ظروف المعيشة والأهل والأقارب) دراسة الطب، تخيل كم الأشياء التي سوف تبنى على هذا القرار.. سوف ترى زملاء عمل مختلفين، وتتعرف لأشخاص مختلفين، وتعيش حياة مختلفة تماما.
تخيل الآن معي كم الاحتمالات التي قد تؤدي لوجود عوالم أخري، سوف تجد أنها بالملايين.
الدليل على وجودها:
أولا اعتبر بعض العلماء بعض الحوادث التي لا يمكن تفسيرها هي الدليل المادي على وجود هذه العوالم، والحوادث التي أتكلم عنها هنا هي حوادث مثل ظهور أشخاص غريبي المظهر في أماكن لا ينتمون إليها، وأنا - عن نفسي - صراحة لن أدخل فيها، لأن هذه الحوادث قد تفسر مئات النظريات الأخرى، بالتالي هي بناءا هشا
ثانيا الإثبات النظري:
الغريب في الإثبات النظري لهذه الفكرة هي أنها ظهرت في البداية كنظرية مجنونة، ولكن لاحقا، وعند البحث عن تفسيرات لمسائل مخلفة تماما، تعود هذه النظرية لتفسر المسألة بطريقة أكثر من كاملة، وهي تبدو كالحل الوحيد دائما.
البداية جاءت من الفيزيائي أيفيرت الذي كان يحاول تفسير ازدواجية فوتونات الضوء عند رصدها، فأنت تعرف أنك تنظر إلى فوتون له مادة (جسيم) وبمجرد نظرك إليه يتحول إلى موجة!
يفسر أيفيرت ذلك بأنك عندما تحاول دراسة الفوتون، فهو لابد أن يتخذ خواص جسيم أو خواص موجة. فأنت معرض لاحتمالين الأول هو أن يتخذ شكل جسيم والثاني هو أن يتصرف كموجة، وعندها تتفرع احتمالية الكون. فإذا أنت رأيت هذا الفوتون على شكل جسيم، فلابد من أن عالم آخر وقد يكون نسخة أخرى منك في عالم مواز قد رأي الفوتون على شكل موجة. افترض أيفيرت هذا التفرع لأن الفوتون مرة يتصرف هكذا ومرة هكذا، وبالتالي يحدث تضارب في القياسات. ويقوم هذا الفرض على أن الفوتون موجود في الحالتين معا - نظريا - ويتصرف كجسيم وموجة فيما يعرف باسم الوضع الفائق حتى تقوم أنت بكسر هذا الوضع بمحاولة قياس الفوتون.
هذا يعني مثلا أنك لو في حياتك نجوت من حادثة مرور - لا قدر الله - فاعلم أنه في كون مواز هناك إنسان مطابق لك مات في هذا الموقف. وهذا يعني أن الزمن لا يسير في خط مستقيم وإنما هو يسير كشكل شجرة - فقط للتوضيح - حيث كل مرة يحدث موقف لكل إنسان وكائن في الكون يتقسم الزمن من جديد ليظهر كون مواز جديد يحقق الاحتمالات الأخرى، عندها سوف يخرج من كل فرع من الشجرة فرعين أو ثلاثة أو أكثر وهكذا إلى مالا نهاية !!
إثبات آخر: نظرية الأوتار
هذه النظرية تحاول تفسير نشأة الكون على شكل هندسة مجموعة من الأوتار التي تشكل كل الجسيمات في الكون، وفي احدي افتراضات هذه النظرية، ظهر فرض العوالم المتوازية كنتيجة طبيعية لتداخل أوتار. ومعادلات نظرية الأوتار هذه لها بلايين الحلول، بالتاي كل حل منها يصف كونا موازيا بقوانين جديدة. تهدف النظرية إلى وصف المادة على أنها حالات اهتزاز مختلفة لوتر أساسي، كما أن الأوتار تتداخل مما يدل على إمكانية حدوث اتصال بين عالمين متوازيين، وهذا يعود بنا إلى الحوادث التي أشرت إليها في بداية كلامي، والتي فُسرت على أنها نتيجة اتصال بين عالمين.
ولتوضيح هذه الفكرة يستعمل البعض مثال خرطوم رش الماء، فعندما تنظر للخرطوم من بعيد لا ترى سوى خط متعرج. لكنك بفحصه عن كثب سترى أنه عبارة عن جسم في ثلاثة أبعاد حيث أن الأبعاد الجديدة ملتفة على نفسها في جزء صغير جدا.
*ملحوظة أخرى: إحدى الإثباتات لهذه النظرية قامت على فكرة أنه عند دراسة الذرة، شوهدت جزيئاتها في نفس الوقت في أماكن مختلفة في الذرة!! قد يكون هذا لعجز في أجهزة الرصد التي اخترعت وقد يكون فعلا اتصالا مع عوالم موازية، نرى فيه جسيمات من عالم آخر. وأن الاتصال ينشأ من الظروف التي تحققت عند محاولة دراسة الذرة، لأنه من المعروف أنه حتى بما توصلنا له من تقدم، فبمجرد محاولة رصد جسيمات ما، فنحن للأسف نؤثر فيها بالأجهزة التي اخترعناها، مما يضيع دقة القياس. ومما افترض أنه يسهل خلق اتصال بين عوالم متميزة في قلب الذرة.
تفسير آخر هو تفسير المادة الخفية التي تكون الجزء الأعظم من كوننا هذا، والتي لا يمكن حتى رصدها ولكن تم رصد تأثيرها. ظهر افتراض أن هذه المادة خفية لأنها ليست في عالمنا نحن، ولكن في كون موازي لنا ولكن يظهر لها تأثير في كوننا نحن.
هذا بالطبع يعني أن هذا الكون هناك له قوانين مختلفة تماما، وأتكلم هنا عن الثوابت التي نعترف بها نحن، مثل سرعة الجاذبية، وثابت قانون الغازات، كل هذا لابد وأن يختلف لأن لو هناك عالمين لهم نفس الرياضيات ونفس القوانين لما كان هناك جدوى لوجود مثل هذه الكون.
أما الفيزيائي كاكو فهو يري أننا لو نظرنا للكون بعين ننظر بها للإلكترون مثلا وهو المكون لجسيمات الكون، سنجد أن الإلكترون يوجد في كل الحالات المختلفة في نفس الوقت، وبالتي الكون يوجد في كل حالاته في نفس الوقت. ونحن معه.
الدليل الأكبر والأهم والوحيد القابل للقياس لم يتم إثباته بعد، وهو وجود مساحة فارغة هائلة أكبر من كوننا الذي نعرفه بدون أي جسيمات، ويؤكد العلماء أنه لو وجدت مساحة مثلها في جنوب الكرة السماوية التي تمثل الكون، فهذا يؤكد نظرية الأوتار، حيث تمثل هذه المساحة الهائلة الفارغة نقاط الارتطام مع العوالم المتوازية.
Youtube: Evidence of the Multi Universe Theory
لقراءة المزيد - راجع الكتب التالية:
The Multi-Universe Cosmosلأنها تتحدث عن وجود أكثر من كون (عالم) في حيز واحد من الفراغ، ولكن الفروق بين العوالم هي التي جعلت لها وجود.
الفكرة بكل بساطة: نفترض الآن انك تدرس الهندسة ولكن في عالم آخر قرر شخص مطابق لك في كل شئ (ظروف المعيشة والأهل والأقارب) دراسة الطب، تخيل كم الأشياء التي سوف تبنى على هذا القرار.. سوف ترى زملاء عمل مختلفين، وتتعرف لأشخاص مختلفين، وتعيش حياة مختلفة تماما.
تخيل الآن معي كم الاحتمالات التي قد تؤدي لوجود عوالم أخري، سوف تجد أنها بالملايين.
الدليل على وجودها:
أولا اعتبر بعض العلماء بعض الحوادث التي لا يمكن تفسيرها هي الدليل المادي على وجود هذه العوالم، والحوادث التي أتكلم عنها هنا هي حوادث مثل ظهور أشخاص غريبي المظهر في أماكن لا ينتمون إليها، وأنا - عن نفسي - صراحة لن أدخل فيها، لأن هذه الحوادث قد تفسر مئات النظريات الأخرى، بالتالي هي بناءا هشا
ثانيا الإثبات النظري:
الغريب في الإثبات النظري لهذه الفكرة هي أنها ظهرت في البداية كنظرية مجنونة، ولكن لاحقا، وعند البحث عن تفسيرات لمسائل مخلفة تماما، تعود هذه النظرية لتفسر المسألة بطريقة أكثر من كاملة، وهي تبدو كالحل الوحيد دائما.
البداية جاءت من الفيزيائي أيفيرت الذي كان يحاول تفسير ازدواجية فوتونات الضوء عند رصدها، فأنت تعرف أنك تنظر إلى فوتون له مادة (جسيم) وبمجرد نظرك إليه يتحول إلى موجة!
يفسر أيفيرت ذلك بأنك عندما تحاول دراسة الفوتون، فهو لابد أن يتخذ خواص جسيم أو خواص موجة. فأنت معرض لاحتمالين الأول هو أن يتخذ شكل جسيم والثاني هو أن يتصرف كموجة، وعندها تتفرع احتمالية الكون. فإذا أنت رأيت هذا الفوتون على شكل جسيم، فلابد من أن عالم آخر وقد يكون نسخة أخرى منك في عالم مواز قد رأي الفوتون على شكل موجة. افترض أيفيرت هذا التفرع لأن الفوتون مرة يتصرف هكذا ومرة هكذا، وبالتالي يحدث تضارب في القياسات. ويقوم هذا الفرض على أن الفوتون موجود في الحالتين معا - نظريا - ويتصرف كجسيم وموجة فيما يعرف باسم الوضع الفائق حتى تقوم أنت بكسر هذا الوضع بمحاولة قياس الفوتون.
هذا يعني مثلا أنك لو في حياتك نجوت من حادثة مرور - لا قدر الله - فاعلم أنه في كون مواز هناك إنسان مطابق لك مات في هذا الموقف. وهذا يعني أن الزمن لا يسير في خط مستقيم وإنما هو يسير كشكل شجرة - فقط للتوضيح - حيث كل مرة يحدث موقف لكل إنسان وكائن في الكون يتقسم الزمن من جديد ليظهر كون مواز جديد يحقق الاحتمالات الأخرى، عندها سوف يخرج من كل فرع من الشجرة فرعين أو ثلاثة أو أكثر وهكذا إلى مالا نهاية !!
إثبات آخر: نظرية الأوتار
هذه النظرية تحاول تفسير نشأة الكون على شكل هندسة مجموعة من الأوتار التي تشكل كل الجسيمات في الكون، وفي احدي افتراضات هذه النظرية، ظهر فرض العوالم المتوازية كنتيجة طبيعية لتداخل أوتار. ومعادلات نظرية الأوتار هذه لها بلايين الحلول، بالتاي كل حل منها يصف كونا موازيا بقوانين جديدة. تهدف النظرية إلى وصف المادة على أنها حالات اهتزاز مختلفة لوتر أساسي، كما أن الأوتار تتداخل مما يدل على إمكانية حدوث اتصال بين عالمين متوازيين، وهذا يعود بنا إلى الحوادث التي أشرت إليها في بداية كلامي، والتي فُسرت على أنها نتيجة اتصال بين عالمين.
ولتوضيح هذه الفكرة يستعمل البعض مثال خرطوم رش الماء، فعندما تنظر للخرطوم من بعيد لا ترى سوى خط متعرج. لكنك بفحصه عن كثب سترى أنه عبارة عن جسم في ثلاثة أبعاد حيث أن الأبعاد الجديدة ملتفة على نفسها في جزء صغير جدا.
*ملحوظة أخرى: إحدى الإثباتات لهذه النظرية قامت على فكرة أنه عند دراسة الذرة، شوهدت جزيئاتها في نفس الوقت في أماكن مختلفة في الذرة!! قد يكون هذا لعجز في أجهزة الرصد التي اخترعت وقد يكون فعلا اتصالا مع عوالم موازية، نرى فيه جسيمات من عالم آخر. وأن الاتصال ينشأ من الظروف التي تحققت عند محاولة دراسة الذرة، لأنه من المعروف أنه حتى بما توصلنا له من تقدم، فبمجرد محاولة رصد جسيمات ما، فنحن للأسف نؤثر فيها بالأجهزة التي اخترعناها، مما يضيع دقة القياس. ومما افترض أنه يسهل خلق اتصال بين عوالم متميزة في قلب الذرة.
تفسير آخر هو تفسير المادة الخفية التي تكون الجزء الأعظم من كوننا هذا، والتي لا يمكن حتى رصدها ولكن تم رصد تأثيرها. ظهر افتراض أن هذه المادة خفية لأنها ليست في عالمنا نحن، ولكن في كون موازي لنا ولكن يظهر لها تأثير في كوننا نحن.
هذا بالطبع يعني أن هذا الكون هناك له قوانين مختلفة تماما، وأتكلم هنا عن الثوابت التي نعترف بها نحن، مثل سرعة الجاذبية، وثابت قانون الغازات، كل هذا لابد وأن يختلف لأن لو هناك عالمين لهم نفس الرياضيات ونفس القوانين لما كان هناك جدوى لوجود مثل هذه الكون.
أما الفيزيائي كاكو فهو يري أننا لو نظرنا للكون بعين ننظر بها للإلكترون مثلا وهو المكون لجسيمات الكون، سنجد أن الإلكترون يوجد في كل الحالات المختلفة في نفس الوقت، وبالتي الكون يوجد في كل حالاته في نفس الوقت. ونحن معه.
الدليل الأكبر والأهم والوحيد القابل للقياس لم يتم إثباته بعد، وهو وجود مساحة فارغة هائلة أكبر من كوننا الذي نعرفه بدون أي جسيمات، ويؤكد العلماء أنه لو وجدت مساحة مثلها في جنوب الكرة السماوية التي تمثل الكون، فهذا يؤكد نظرية الأوتار، حيث تمثل هذه المساحة الهائلة الفارغة نقاط الارتطام مع العوالم المتوازية.
Youtube: Evidence of the Multi Universe Theory
لقراءة المزيد - راجع الكتب التالية:
The Multi-Universe Cosmos: The First Complete Story of the Origin of the Universe
0 تعليقات:
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليقك أو أكتب طلبك هنا، مع الحفاظ على أدب الحوار، واكتب اسمك من فضلك....